19 - 10 - 2024

عجاجيات| تظاهرة فيسبوكية فى حب الطيب

عجاجيات| تظاهرة فيسبوكية فى حب الطيب

على مدي ٤٨ ساعة تحولت مواقع التواصل الاجتماعى الى تظاهرة حب وتقدير وإجلال لفضيلة شيخ الازهر الأستاذ الدكتور احمد الطيب...طالعت عشرات المنشورات لأصدقاء تفيض حبا لفضيلته، ومئات  التعليقات التى تشيد بفضله وعلمه، وبالتوازي انتشرت منشورات توجه انتقادات لاذعة لأحد الإعلاميين المشاهير مصحوبة بفيديو لهذا الإعلامى يهاجم فيه فضيلة شيخ الازهر بصوت عال، أقرب إلى الصراخ ويطالبه بالاستقالة وترك منصبه، ووصل فى هجومه إلى حد تحريض رئيس الجمهورية على شيخ الأزهر!!!

عجت صفحات الفيسبوك بالتعليقات التى تهاجم هذا الإعلامى وتؤكد تجاوزه فى حق شيخ الازهر ...كما طرحت التعليقات سؤال:هل هذا الاعلامى يتصرف من تلقاء نفسه؟ أم انه حصل على ضوء أخضر ممن يهمه الأمر بمهاجمة شيخ الأزهر؟! والبعض اهتم بسؤال فنى هل الفيديو قديم أم جديد؟ وإذا كان قديما؛ فلماذا يطرح الآن؟ ولماذا كل هذا الاهتمام الجارف بمحاكمته؟!

شخصيا لم أهتم كثيرا بهل الفيديو قديم ام جديد واهتممت اكثر بتفسير هذا الحب الجارف من شرائح تمثل الشعب المصري لفضيلة شيخ الازهر.. قلت لنفسى ربما لأن الناس تعرف أن هذا الإعلامى متلون ويتكيف مع كل العصور ومع كل الفضائيات، بما يضمن الرضا عنه وبما يضمن استمرار تدفق الملايين لحساباته، وبالتالى فإن كلماته عن شيخ الازهر فاقدة للمصداقية، وتم التعامل معها بعين الشك والريبة.. وقلت ربما لأن الناس تعرف أن الشيخ أحمد الطيب عالم جليل يحترم علمه ويحترم ثوابت الدين ولا يجامل أحدا ولا يتقرب من أحد على حساب تلك الثوابت.. ولأنه طالما أكد على حرمة الدم وحرمة النفس التى حرم الله قتلها إلا بالحق... ولأنه طالما حذر من الظلم ونبه إلى أن الظلم ظلمات يوم القيامة.. ولأن الناس تعلم مدي زهده، فالمنصب سعى إليه بعد انتقال فضيلة الدكتور محمد سيد طنطاوي إلى رحاب ربه ولم يسع هو لتولى مشيخة الأزهر، ولأن الرجل يعمل لوجه الله ولا  يتقاضى أجرا.. ولأن الرجل يتكلم بحكمة وبحساب، فيجامل غير أنه لا ينافق على عكس الكثيرين ممن يحملون لقب دكتور وصاحب فضيلة.

هذه التظاهرة فى حب الشيخ الطيب أوصلتنى لقناعة بديهية أن الحب من الله وأن من يحبه سبحانه يغرس محبته فى قلوب الناس.. كما توصلت لقناعة بأن مستخدمى شبكات التواصل الاجتماعى لم يتوقفوا طويلا أمام حقيقة فيديو الإعلامى، وهل هو جديد أم قديم، وأرادوا أن يظهروا حبهم للرجل الطيب ولو بأثر رجعى.. والأهم أنهم أرادوا أن يبعثوا برسالة لمن يهمه الأمر، فحواها: شيخ الازهر فى قلوبنا ولن نسمح لكائن من كان المساس به.

-----------------------

بقلم: عبدالغني عجاج

مقالات اخرى للكاتب

عجاجيات | السنوار حي يرزق